لطالما دارت شائعات عن علاقة رومانسية تجمع المخرج الأمريكي الشهير تيم بيرتون بالممثلة الإيطالية الأسطورية مونيكا بيلوتشي، وذلك قبل فترة طويلة من اعترافهما العلني بهذه العلاقة. واليوم، لم يقتصر الأمر على قصة الحب فقط، بل تحول إلى شراكة فنية حقيقية حيث عملا سويًا في فيلم “بيتلجوس بيتلجوس”، وهو الجزء المنتظر بشدة من السلسلة الشهيرة، والذي تم عرضه في دور السينما الأمريكية في السادس من سبتمبر. وقد مثل هذا المشروع نقطة التقاء بين عالمين فنيين متميزين، ليجسدا قصة حب تخللتها الإبداعات السينمائية.
عبرت مونيكا بيلوتشي عن مشاعرها العميقة تجاه هذا اللقاء المصيري في حوار خاص لمجلة “إيل فرانس” في يونيو من عام 2023، وذلك بعد الإعلان الرسمي عن انضمامها لطاقم فيلم “بيتلجوس بيتلجوس” تحت إدارة بيرتون. وقالت بيلوتشي في ذلك الحوار: “ما أستطيع قوله… في البداية، أنا سعيدة لأنني التقيت بالرجل”. وأضافت موضحة طبيعة العلاقة الفريدة: “إنه أحد تلك اللقاءات النادرة التي تحدث في الحياة… أنا أعرف الرجل، أحبه، والآن أنا على وشك لقاء المخرج – تبدأ مغامرة أخرى”. هذه الكلمات تعكس بوضوح التمييز الذي وضعته بيلوتشي بين شخصية تيم بيرتون كرجل تحبه، وتيم بيرتون كمخرج عظيم تتعاون معه، مما يؤكد على عمق العلاقة الإنسانية بينهما قبل أي اعتبارات فنية أو مهنية.
يشكل كل من تيم بيرتون ومونيكا بيلوتشي علامة فارقة في عالم الفن كل من جهته. فقد برز بيرتون كمخرج مبدع ذي رؤية بصرية فريدة، حيث أسس شهرته من خلال إخراج عدد من الأفلام التي أصبحت أيقونات في السينما العالمية، مثل فيلم “مغامرة بي-وي الكبرى” عام 1985، وفيلم “باتمان” الجريء عام 1989، وفيلم “إدوارد ذو الأيدي المقصات” المؤثر عام 1990. وكان فيلم “بيتلجوس” الأصلي الذي صدر عام 1988 هو فقط فيلمه الطويل الثاني، مما يظهر مدى تطور موهبته منذ البدايات. على الجانب الآخر، شقت مونيكا بيلوتشي طريقها إلى الشهرة العالمية بداية من عالم عروض الأزياء والتصوير الإعلاني، لتنطلق بعدها إلى السينما وتشارك في أعمال ضخمة مثل فيلم “دراكولا” للمخرج فرانسيس فورد كوبولا عام 1992، وكذلك في جزئي فيلم “ماتريكس” اللذين صدرا في عامي 2003 و 2021.
على الرغم من أن بيرتون وبيلوتشي تقابلا منذ سنوات عديدة، إلا أنهما لم يعلنا رسميًا عن ارتباطهما كزوجين إلا في عام 2023، حيث ظهرا معًا لأول مرة على السجادة الحمراء خلال مهرجان روما السينمائي في ذلك العام. وقد حرص الثنائي طوال الفترة الماضية على الفصل التام بين علاقتهما الشخصية الحميمة وعملهما المهني في مجال السينما. وكانت بيلوتشي قد أوضحت هذا المبدأ بشكل جلي في تصريح لها لمجلة “باري ماتش” في يونيو 2024، عندما قالت: “أنا مع تيم. لست مع تيم بيرتون”. هذه العبارة تختصر فلسفتهما في الحفاظ على مساحة خاصة للعلاقة الإنسانية بعيدًا عن الأضواء وضغوط الصناعة السينمائية، إلى أن جاء فيلم “بيتلجوس بيتلجوس” ليمزج بين هذين العالمين في تجربة فنية استثنائية.
